قيل في قديم الزمان انه توجد في الدنيا سبع عجائب ولكن في زمن عربي فيه المعنويات تتآكل والروح من الداخل تتآكل ، وكل شيئ يضيق ويتراجع، حتى الأحلام والأماني وفسحة الأمل... والهوان ينتشر في خضاب الهواء .. ملوكا بعروشٍ وعماماتٍ وصولجانات... يدّعون العروبة ولا يعملون بها... وحكاما بحراساتٍ ونياشين يرهنون الأرض والشعب و السموات لدى الأعداء.....
ممالك من الهزائم و الخيبات... قصور من ريع صفقات التقاسم و الإنقسام والبيع المحسوب وضحايا تصفق لجلاديها وتزعق.
ومن هنا يمكننا القول انه توجد ثماني عجائب، والعجيبة الثامنة أعجبها ...!! وهي ان كل المقاييس والمبادئ والقوانين قد انقلبت وأصبحت لنا أخرى ! وهاهي بعض من قصص هذه العجيبة.........
أمريكا أصبحت صديقة للعرب... صانعة للسلام ... فهاهم زعمائها وأفراد إدارتها ُيستقبلون في إستقبال الفاتحين وكأنهم العابرون لخط بارليف في تشرين...!! فسبحان ُمغير أحوال أمريكا وأحوال حكامنا العرب، فبالأمس القريب كانت أمريكا عدوة الشعوب وممارسة للأرهاب المنظم ... عدوة العرب تحاربهم مع إسرائيل ... قنابلها زرعت الموت في مصنع أبو زعبل، و نابالمها قتل الزهور في مدرسة بحر البقر للأطفال....وطائراتها جعلت جنوب لبنان حرائق ودماراً، (قانا) والمخيمات آثارا لحرب ماضية..وقرى الجولان اصطبغت بالسواد....
أمريكا أيها الأصدقاء تغيرت، فبقدرة قادر تغير كل شيئ ...ألم تسمعوا بالقاتل المجرم الذي أصبح قديساً رحيماً...!!!
فلقد وعدوا حكامنا بأن الأمور ستسوى من جديد ويعاد ترتيب الأوضاع بصورة جذرية وبأن الشمس ستشرق علينا من الغرب، فعلينا انتظارها ومد أيدينا لها لنتحسس دفئها فهي الخير الذي قد جاء... أليست عجيبة تلك ان تشرق الشمس من الغرب.....!!!!
والأعجب من هذا صحف لا تخجل من عجزها، وكتبة لا هم لهم غير التزلف و رضى الباب العالي وهبات اللصوص.... فلا ترى سوى ورقاً وحبراً وكلاماً جميلاً عن وجوهٍ قبيحة أصلاً... فالوقت لديهم ضيق ومشاغل الأمريكان كثيرة ولا فرصة لأمنية أخيرة.... أشعار تدهن الجراح بمراهم كاذبة وقصص ُتغطي عجزها بالخيال المريض والترهات... كتابة تضرم شهوة النحيب، ُتغذي الأمية والتخلف وُتخدر الحواس.....
فعن ماذا يجب أن يكتبوا ....؟ سؤال تأتي إجابته من هناك ... من وطني فلسطين حيث ُيحارب أطفالها بالريح والحجارة والخناجر والأنفس......
فتنطلق الأسئلة في أرجاء العالم كله ...
هي ذي المعادلة ...
إسرائيل تقف ضد العالم والعالم يقف ضد العرب.. !!
معادلة صريحة وقاصمة ومحروسة بضمير مجتمعات الأرض الزائفة ..
يتشدقون بتطبيق قرارات المجتمع الدولي ..فتذهب فلسطين كما ذهبت سبتة ومليلة ووو..
هي تلك المعادلة إذن: من حق العربي أن يبيع النفط وأن يكون له قبر ملائم يرقد فيه وهذا يكفي..
العالم كله يرقص يا سادة الان فوق سطوح مقابرنا، سيتبرع لاسرائيل بالشكر والامن والسلاح ويتبرع لموتانا بمزيد من الخيام والشفقة وصلوات العاهرين..
سيأتي المصورون لالتقاط صور جثثنا..ومعدو النشرات الإخبارية العاجلة لمواساتنا كما فعلوا في صبرا و شاتيلا .. سيأخذون النفط والماء وقطعان العبيد..ونأخذ حصتنا من التعازي ..
يأخذون الكرامة وشهقة الروح وميراث الثقافة ..
هاهم مرة أخرى ..بيننا وفوقنا وحول أضرحة أرواحنا بدأب لا يتوفر لغير القتلة..يحصون غنائمهم ويبتسمون
أولئك يصفق لهم حكامنا ونحن نتطلع حولنا باحثين لجثثنا عن قبر ..وهناك من يقترح علينا من موقعه الراسخ ان ننسى الشهداء وتضحياتهم وأن نلغي من ذاكرتنا تاريخ نضالنا ..ان ننسى 1916-1936-1948-1956-1967—1973-1982-1991-1998-2000. هذه ليست أرقام كوارثنا وأحكام إعدامنا فحسب..هي أيضا أرقام برقياتنا إلى الضمير الدولي، برقيات استغاثتنا التي فقدت في البريد أو ألقي بها في سلة المهملات.
الآن يتم اعدام " الجانح " الأخير ..ونحن العرب نشارك في المذبحة وضمير العالم يتقدم الجميع وحاخامات اسرائيل يرقصون فوق قبور الموت..منذ سايكس-بيكو والعالم يشارك في المذبحة مرورا بالتقسيم والعدوان الثلاثي وحرب حزيران واغتيال بيروت وحرب الخليج . إنها مهزلة العصر أن نطالب باستيقاظ الضمير الدولي والامريكي المستغرق في النوم ونحن نموت.
ألستم معي بأن هذه أعظم ُأعجوبة.......؟!!!!